قال الشارح رحمه الله: [أراد أكرم المؤمنين هو الأطوع لله، والأتبع للقرآن، وهو الأتقى، والأتقى هو الأكرم، قال تعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13]، وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) ].
ذكر الشارح رحمه الله أن عود الضمير في قوله: (وأكرمهم) إلى المؤمنين؛ لأن الإمام الطحاوي قال في الفقرة السابقة: (والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم) أي: وأكرم المؤمنين عند الله: أطوعهم لله، فالمؤمنون يتفاوتون في الدرجات كما تقدم، ويتفاوتون في الولاية، ويتفاوتون في الإيمان، وكذلك يتفاوتون في المثوبة والكرامة عند الله، والمعيار في ذلك هو: التقوى، واتباع القرآن؛ كتاب الله عز وجل، فالأتقى هو الأكرم عند الله عز وجل.
ولهذا يقول الشارح: أي: (أكرم المؤمنون هو الأطوع لله، والأتبع للقرآن، وهو الأتقى) فهو يريد أن يجمع بين كلام الشيخ وبين الآية، وأنه لا تعارض ولا تنافي بينها؛ لأن التقوى هي طاعة الله، واتباع كتاب الله؛ لذلك قال: والأتقى هو الأكرم، ثم ذكر قول تعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13]، ثم أعقبها بذكر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم وآدم من تراب).